عمت غدراً
أيها النجم الساقط في مجاهل حرمتي
عمت جهلاً
أيها الماجن بغابات حرقتي
عمت كدراً
يا أسارير السهد و كفوف الحرمان
يا حلم المحبة الهارب من عيوني
عمت بؤساً
وقيظاً وجهلاً
عمت بطولةً
فكل مابي يستنكرك
وكل مابي يكرهك
عمت سقوطاً
وينابيع هلوساتي جفت منك
ورهبنات تلاواتي تخلت عنك
أيها المخادع في جوف السهر
تاريخي يرفض نهاياتك البطولية
وجثة حبي ترفض قبورك الجبرية
أيها المقامر بعبق حياتي
أنكرتك حروفي
ووجعي تخلى عن مرورك الآسن
كفاك مني .....
وكفاني ذعراً بجوار أمسك
فكل مابي يشتعل خوفاً
بل كل ما تبقى ينتفض يأساً
إليك عني .....
و دع لي قليلاً من الجمر أمرّغ به قلبي
علّني أنسى بحرقة الجمر حرقتي
دعني أحطم حياتي
فحكايات وهمي تلاشت
ومملكتي تهاوت على تفاصيل وجدك
إليك عني ....
وعن تمتماتي الحانية بجوار قلبي
إليك عن كل ما يتصل بي
فما بقي مني سوى دمعي
أيها الشقي بملامح غربتي
اهجر حلمي
وانكرني
لأغفو قليلاً على طلاسم وحدتي
فذاك القيظ ما عاد منك
بل بات جزءاً من نيراني
صفحة قدرية تنادي بوحدتي
ترسم ملامحي
ذاك السهد اعتاد عيوني
ومجّد أمسياتي المظلمة
مهلاً ضميري ...
فيأسي قطعة من رماد
وجمري ملحمة فناء
مهلاً أعاصيري ...
بات احتضاري مهزلة كبرى
وحمى جنوني مسٌ أخير من شقائي
مهلاً غدي ...
تائهٌ أنا فلا تأتيني
مكبلٌ أنا فلا تعتنقني
فمذهبي بدائي جداً
وشرودي بعض من نسيم غبائي
اقتلني كثيراً .....
و ألهبني للمرة الأخيرة
لأرحل عن دنياك بصخبٍ كما دخلتها
لأنازع روحك الوجود
و أستسلم لجبروتك
لأوقع دمي بحقدك السادي
وأعلن هجرتي الأخيرة عنك.