فتحت أبوابي هذا الصباح
لتدخل السماء إلى روحي
ألملم عطر الغيوم العابرة
وأفتش عن رائحة الياسمين
أنادي الشمس علها تأخذني إليكِ
أنادي الرياح علها توصل إليكِ
نسمة من حنيني واشواقي
انا مشتاق ومتعب
لم أجد نفسي ولم أجدك
********************
لماذا هاجرت أصابعك
وهي ترسم قبلة على وجه النهار؟
لماذا هاجر طيفك واعتقلني
في سجون الانتظار
أية فراشةٍ ستمنحني جناحيها كي أطير إليكِ
أيّ حقلٍ سيغطي أسئلة جسدي
بالأزهار؟
وأنا أستظل سماء الخريف
التي تبعثرت زرقتها منذ رحيلك
انحصرت غيومها بكلمة واحدة
الوداع ......
حينها يعلن المطر حلم الرحيل!
*****************
هذا الصباح افتقدكِ
وحده فنجان قهوتكِ يجلس أمامي
وحده من يخفف عني الم الإنتظار
وحده من يهون عني ساعة الإحتضار
تحدثني رائحته عن يد طالما عطرته بالياسمين
يحدثني عن ألمِه وشوقه الحزين
ونارٌ توقد للقادمين
أين عيناكِ لتجيئ إلي
لترتشفا عصير وجعي وأحزاني المديدة
***************
هاجرت حروفي وذهب شعري وضاعت القصيدة
كيف رحلتِ بلا وداع
لماذا تركتِ الأشجار عارية
لماذا تركتِ الشمس وحيدة
والياسمين أصبح بلا لونٍ ورائحة
والضفاف محرومةٌ من وقع خطاكِ
وهي تزهر في منتصف الطريق إلى الفرح؟!
آه.. كم افتقدكِ
كلّ ما حولي يشهق بالبكاء
أبجديتي انهارت وضعتُ بين حروف الهجاء
قلبي يراني أرتّب أحزاني نهاراً
ويضحك من فرحي وأنا
أقطف النجوم كلّ مساء
يا لهذا القلب كم يضخ من الأحلام
يا لهذه الأحلام
كم يضرجها الورد بالدم وهي تحاول
أن تحلق في سماء المستحيل!
*******************
افتقدكِ هذا الصباح الممتد عمراً
بين اليوم الأول من عام الحب
واليوم الأخير من عام الذكرى
خمسٌ وعشرون صمتاً مرّ
خمسٌ وعشرون شوقاً توالى
خمسٌ وعشرون موتاً
وقعت دمي بالأحزان
وهاهو جسدي
ينوء بعدد الفصول التي أثنته بالفجائع
فينسى أشلاءه في معابر العاصفة
ها هي ذي سماء الخريف
تقترب من دمي المفتت
تهمي برذاذها الأول على هشيم فرحي
وأنتظر اشتعالاً جديداً
فمن ذا يخبئ لي نار عينيه
كي ألتجئ إليهما
في فصل الزمهرير القادم
وأنتِ بعيدة
كجبال فردت ظلال غاباتها على البحر المحيط
ونامت بلا غطاء بانتظار فاتح جديد؟
***************
افتقدك هذا الصباح
فهل أجد في مساحات صدرك
رقعة من بنفسج حزين
وهل أجد في مساحات صدرك
قوس ورد
يغلق أبواب القطيعة
بين انتظاري و.. عينيكِ؟!
*****************
خمسٌ وعشرون جنوناً مرَ
وأنا أبحث عن الحكمة
على الأرصفة ..
في ثنايا الكتب الصفراء..
ذات خيبةٍ همست لي الكتب كلها:
ابحث عن الحكمة في ذاتك
إدخل ملكوت روحك
أوغل فيه حتى التعب
رجل الأساطير أنتَ
تموت وتبعث الحكمة في ذاتك
الحكمة في موتك
الحكمة في بعثك
فارتديها ثوباً سابغاً
يبرئك من الجنون
يدخلك أبواب المعرفة
وفعلت..
ويوم التقيتكِ
نسيت كلّ ما تعلمته
واخترت جنوناً جميلاً آسراً
فبارك الله جنوني
وأطلق طيور الشوق في فضاءاتِ روحي
حتى تعلن الانعتاق من الإنتظار
*******************
افتقدكِ هذا الصباح
افتقدت ابتسامتكِ المعجونة بالحبِ والقرنفل
بريق عينيكِ المتوهج في تفاصيل الذاكرة
وممرات التعب
فلماذا رحلتِ؟
ولماذا حين رحلتِ
أخذتِ السماء كلّها؟
السماء المزروعة أقماراً وشموساً
وكان يكفيني أن تتركي لي
مساحةً صغيرةً منها
تتسع لعبور قمرٍ شاحبٍ ونجمةً ذابلة
كان يكفيني
أن تتركي لي نصف غيمةٍ بيضاء
معطرةً برائحة المطر
بساطاً من الضوء
أنتظر عليه فصل قدومك
افتقدكِ هذا الصباح
افتقدكِ كلّ صباح
على الرغم من احتمال وجودكِ في دمي
بنسبة لا متناهية من الشوق والحريق
افتقدتكِ جداً............