كلما جاء الشتاء أجد راحتي في البكاء
أجد نفسي بين نزيف الحروف على الورقة الساكنة
أبجدية لا تعطينا إلا ما هي تريد
أود لو أغتصب حروف الهجاء
علها تحمل مني كلمة تولد
لتعبر عن ما بداخلي من فرحٍ وحزن
من قلق وشوق
من شهيق وزفير
من حنين وكره
ولكن ليس لدينا حق الاختيار ولسنا
أقوياء بقدر إرغام اللغة على مضاجعتنا
كلما احتضنت الشتاء دموعي
أراها تكمكم لي دموعي
بمعطفها الدافئ
قرب الموقد المشتعل بأحرفي
ممتزجا بأشواقي واللهب
خوفا من اختلاط الدموع بالمطر
كي لا تفيض براكين الشوق والحنين
التي ركنت لزمن مضى
دائما نرتب
أحرفنا ......
أحلامنا ......
أوراقنا.......
لكي نبوح ... ولا نبوح بشيئ
ها أنا أرتب أشواقي وأحزاني لكي أبوح ...
.سأبوح نعم...
فانأ متعبٌ جداً
أمسك قلمي لأحفر به وجدان العام الذي مضى
وجدان القلب الذي ارتحل مع الحب
لأتعلم أن الحب موجودٌ وليس موجود
لأوقظ به جراح تحاول أن تندمل
فلا ادعها تندمل لكي لا أنسى أحزاني
لأني أدمنت أحزاني
أخاف بعدها أن يصبح عندي فراغ
فأبحث عن شيئ جديد لأدمنه و أقع تحت رحمته
لماذا كل هذا العناء....
فالحزن كبرياء
والصمت كبرياء
والشوق كبرياء
وبوح المشاعر قمة الكبرياء
فلماذا أترك قلمي وألجئ بالدعوات إلى السماء
فأنا أيقن أسباب هذا الوباء
لماذا لا أعترف بانكسار مشاعري
على أعتاب أشواقي وهواجس فكري
تحت نزيف شريان الحنين
فمهما كان الصمت كبرياء
تبقى الأحرف أعظم التعبير
لمن يريد أن يطهر روحه ويريد لقلبه النقاء
فلنسمع لهواجس القلب في ذاك اللقاء
هواجس القلب عندما أعلن الحب واللقاء في ذاك المساء
عندما كان القلب يشتعل في أجمل مرحلة وهي ساعات اللقاء
ساعات العشق الذي تقع تحت وطأته برغم أننا متيقنون إنه استعمار سيحتل جميع أجزاء وقتنا
جميع أجزاء شعورنا
جميع أجزاء حياتنا
ولا نأبه بذاك المستعمر
ولا نفكر وقتها إلا بأن نظهر بأجمل صورة تعكس شخصيتنا الداخلية التي نزيفها بعطورنا وملابسنا
لنعطي انطباعا جميل في أول ظهور رسمي للقلب في تلفزة العشق
أول لقاء يحمل بداخله مشاعر يمكن أن تكون مزيفة ويمكن أن تكون طاهرة نقية
نرغب
بلمس يد العشيق أو تقبيل الشفاه الملتهبة
أو مداعبة النهد الذي يتلئلئ أمام أعين شياطيننا لنوقع على وثيقة معاهدة السلام
معاهدة بين مستعمر وصاحب أرض
معاهدة تحمل جميع التناقضات فيها
وجميع شروط القمع اللا متناهية
ولكننا لا نرى هذه البنود بسبب إعطاء العقل إجازة وتسليم المهام للقلب الذي لا يعرف
من أبجدية الزمان سوى كلمة احبك
لا نرى انه مقابل أي وثيقة يوجد بنود وشروط
يجب تنفيذها في النهاية
لم نرى بند الفراق
أعظم شروط معاهدة الحب وتسليم القلب مقابل كلمة احبك
لم نرى بند الشوق
بند الحنين
بند الغياب والأنين
بند الهيام والجنون
قرأنا أول سطر ووقعنا على المعاهدة بضحكة ناعمة تعكس أننا واثقين من الخوض في هذه التجربة
نسلم كل شيئ
لا نعرف معنى كلمة مستحيل لأن المستحيل في هذه التجربة ممنوع
نعيش الحب بجميع لوعاته وأنينه وأشواقه
نسهر الليالي بالتفكير
بالمستعمر الذي نسميه الحبيب
كيف نراه
متى نراه
ماذا نقول إذا رأيناه
ونلتقي مجددا ولكن بثقة اكبر لأننا تخطينا أول مرحلة بنجاح
ولدت لدينا ثقة أكبر لباقي المراحل
لندخل مرحلة جديدة وهي:
مرحلة الشوق
نلتقي حبيبنا
ساعات تمضي وكأنها ثواني
نتمنى أن نكتشف طريقةً
نوقف فيها الأرض أن تدور حول مدارها
أن يتوقف هاجس الزمان والمكان
إننا في هذه اللحظة بقرب الحبيب
هذا يعني انه سندخل بدائرة الحنين بمجرد العبور في مجال الشوق بعد اللقاء
الحنين إحساس لا يصفه صوت ولا حرف ولا شعور
ولا حتى قيس في ليلى
كل واحد منا يعتبر نفسه قيس زمانه وحبيبته ليلى التي لم تحب قيس في حياتها ولكنها اضطرت أن تجامله
يسهر الليل بحنينه إليها
يكتب الرسائل
يكتب الشعر ليعبر به عن مدى الحنين الذي يقتلع فؤاده في السهر والتفكير بها
أيام تمضي وروتين اللقاء والشوق والحنين متكرر
حتى يصبح الحب سلعة مملة
القلب في مرحلة الملل يحاول أن يثبت على قوانينه وعلى صبره
ولكنه في لحظة ما يعلن انهياره كما انهار الاتحاد السوفيتي وتفكك
نعم ينهار سوفيت قلبنا واتحاده ويتفكك ليعلن الطاعة من جديد والرضوخ للعقل
وما أصعبها من مرحلة
فنتائجها قاتلة جدا
بمجرد تفكك القلب وانهياره يضعنا إما م خيارين أسهلهم أصعب من الأخر
الخيانة أو الكذب في المشاعر
أي خيار يختار فيها يدمر الطرف الثاني
فالكذب في المشاعر يعني إن القلب دخل في إجازة دائمة وأعاد تاج الملك وعرش الحكم للعقل ليصحح ما دمره القلب في رحلته التي اسماها الحب
وإما الخيانة إحساس يقتل جميع ما بداخلنا
فعندما يخونك شريكك الذي يوما ما تملك لقب الحبيب أرجو أن لا تسأله عن سبب هذه الخيانة
لأن الخيانة هي جواب وليست سؤال
جواب لمرحلة سوف نعيشها في حب غير متكامل
الحبيب دخل في رحلة حب مع غيرك
وتركك تائها وسط الطريق محتارا بأسئلة لا تعرف لها إجابة أبدا
تتمنى لو انك لم تدخل تلك المرحلة في حياتك
تتمنى لو انك قرأت المعاهدة كاملة ببرودة أعصاب وأنت تشرب فنجان قهوتك وتدخن سيجارتك ببطئ
حتى تعرف ماذا سيحصل في نهاية المشوار
ربما وجدت رجل يهديها نسيانك لكن لن تعثر على رجل يهديها حبك
وكلما تقدم بها العمر كبرت بذكراك خسارتها
ينقلب الحنين والشوق إلى جيش ثائر بداخلك
يريد تحريرك و تحرير قلبك و تحرير مشاعرك التي أعلنت الأسر في دوامة الهوى
تبقى تصارع المستعمر وتشب حروبك ليل نهار حتى تستعيد ثقتك التي أعلنتها في البداية بقوة
فمنا من ينجح في أن يستعيد قلبه بمجرد أنا يصحو من أوهامه التي اعتبرها حب
ومنا من يبقى سنوات يتعاطى مخدرا قويا يصل لمرحلة الإدمان وهو الانتظار
اترك باب قفصك مفتوحا و اطلق سراح طائر الحب
وادخل القفص لتقيم مكانه قرارا عليك ان تأخذه وحدك وانت في كل قواك العقلية وحساباتك العاطفية فوحدك تعرف اي طائر هذا الذي تنتظره اهو طائر نبيل ام عصفور من اسراب العصافير المهاجرة العابرة تلك التي تنقر الحب في اي كف يمتد نحوه ويعيش غلى فتافيت الموائد
صدقني ليس كل قصة حب تستحق في ايامنا كل هذه التضحيات
الانتظار هو انو يوهم نفسه بأنه مازال عاشقا ولابد أن يأتي حبيبه في يوم من الأيام ليكمل ما بدأه معه
ومنا من يحصل على الدواء العجيب وهو النسيان
افتحي ذراعيك ياذاكرتي فقد حان وقت استقبال النسيان
أعظم عقاقير هذا الكون
فالله خلق الداء والدواء
خلق الحب وخلق النسيان
لدي كتاب صغير
اكتب فيه حين انساك
كتاب ذو غلاف اسود لم اخط فيه كلمة بعد
إذا كان بأيدينا أن نملك هذا الدواء فلماذا نلجئ بالمهدءات الإنتظارية والحقن المخدرة بالحب الكاذب الذي سيعود
فلنبوح جميعا بمشاعرنا
لنرتل أحرفنا
لنستعيد ثقتنا بأقلامنا وأنفسنا
ونكتب نقاط ضعفنا لنحاول أن نتغلب عليها عندما ندخل في حرب ثانية مع الحب
لأننا سوف ندخل ثانية وثالثة وعاشرة
فكل ممنوع مرغوب والحب الطاهر اجمل شيئ في الوجود
ففي التطرف تكمن قوتك ويخلد اثرك وان اعتدلت اصبحت عاديا يمكن نسيانك واستبدالك
فلا يمكن لإنسان أن يعيش بدون حب ولكننا يجب أن نؤمن بما هو أتٍ ونؤمن بشي اسمه احبك وشي اسمه أتظاهر باني احبك
إليك يا من عاش الحب ودخل في مرحلة الإنتظار أقول له
((العمر اكبر من ان تقامر به في محطات الانتظار
لأن الذي لايعود بعد يوم لن يعود ابدا ((.
