الوجوه المزدحمة بالكلماتِ
في مساءات الشعر
تحاصر صمتي
تحلق بي إلى أجواء من مطر غامض
يهطل على قلبي
فأشعر بأنني أحرق المسافات
وأتوحد بكِ
حتى احتراق العظام!
للدموع مساحة الروح
وللعيون أضمومة أحزان
تتناثر في فضاء القلب
ما الذي يحدث؟
لماذا ينزف القلب من نوافذه كلّها
لماذا تتمزق الأحلام
كمسوّدات متعبة لشاعر حزين؟!
الفتاة الذي تسكن قامة الدهشة
تحمل حقائب النبض
وترحل في قطارات الصباح
فلماذا كنت أرسم لها قلباً كبيراً
وأنا أنتظرها
على أبواب الرحمة؟!
هذا المطر العاشق
لماذا يلهث
وهو يعدو نحو الحقول اليابسة؟!
وهذا الحب المضني
إلام ينغرس في صدري
كنصل حاد؟!
لهديل الحمائم يرتعش الفضاء
يتهاطل المطر على مساكب القلب
و.. تولد الأغنيات.
عمري الذي يتكسر في صمت المرايا
يتدفق نهراً من الحزن والفجيعة
كلّ صباح
أجمع أضمومة ياسمين
تمحو أحزاني
وتكفي
لتغطي جسدي
عندما أنام!
أيتها الفتاة التي ما عرفتها
لكنها تسللت إلى تفاصيل صوتي
وخطوط أصابعي
ونبض دمي…
لماذا لا أستطيع أن أنساكِ؟
لأن وجهك أوغل في الخريف
لأن وجهي بدله صيف قاسٍ
لم نعد نلتقي
وها نحن نكتفي بلمسة دافئة
تحملها أسلاك الهاتف الباردة.
لم يعد ثمة متسع لرغبة يتيمة
تعرش على حوار الأصابع
لكن.. لا تحكمين على أصابعكِ بالموت
فربما استيقظت أشواقها
بعد حين
عندما نلتقي
أغمضي عينيكِ وانظري إلي بقلبك
كما في زمان قديم
ثم ابتسمي
لأن حقلاً من البنفسج
ينتظر حنان كفيكِ