مَددتُ إليكِ يداً للوداعِ
فآثرتِ ألا تمُدّي اليـدا
وأطْوَعتُ قلبيَ كي لا يراكِ
بأنّي بنيْتُ لـهُ معبـدا
أُمارِسُ فيهِ طُقوسَ الحياةِ
بقلبٍ رقيقٍ كوقعِ الصدى
فحزنٌ يُبادرني بابتِسامة
وحبٌ يّمزِّقُني كالردى
وروحٌ تداعبُني كالنسيمِ
كلمسِ الزهور بقطْرِ الندى
سواءٌ عليكِ أردتِ الرجوعَ
فبابُ الموّدةِ قد اوصِدا
وإنّي رميتُ بهذي المحبة
لأعماقِ بحرٍ رهيبُ المدى
ودُستُ عليهِ , وأفرغتُ حقدي
كثائرِ في الحربِ إستُعبِـدا
ولملمتُ حُزني وسِرتُ بعيداً
كطيرٍ سجينٍ يريدُ الهُدى
وطوّيتُ صفحةَ أمسٍ قريبٍ
على حِكاياتي فلن تُخلَدا
لماذا سرقتِ قلوبَ الأحبة
وأفرّغتِ حِقدكْ بهذي الصدورْ ؟
أما تستَحينَ أما تخجَلينَ
أما يُستثارُ لكِ من جذورْ ؟
أما تفهَمينَ بأنَّ المحبّةَ
عندَ الجراحِ تَضِجُّ تثورْ
تُحطّمُ أغلى ابتسامِ الحياةِ
وتجتثُّ مِنهُ ربيعَ الزهورْ
فقومي بذلٍّ , دَعي المسرحيةَ
بانتهائِها يستَقيلُ الحُضورْ
وداعاً وداعاً ونفسي سُرورٌ
لأنّي كَرِهتُ دُروبَ النساءْ
فإنَّ النساءَ قُلوبٌ خطيرة
بداخِلها قد ماتَ الوفـاءْ
فعقلٌ حقودٌ يُحرّكُ نفساً
وروحٌ ذليلةْ تهزُّ الفضاءْ
بتلكِ القلوبِ نفوسٌ مريضةْ
تُخلخِلُ صرحاً في الكبرياءْ
وترمي إليهِ بأشواكِ حقدٍ
وتسمو بجُرحِهِ حدَّ السماءْ
وتفتِكُ أوتارَ فرَحٍ وبهجةْ
وتَمضي خفاءً بليلِ البكاءْ
أأنتِ التي تُهتُ في دربِها
أأنتِ السماءُ أأنتِ الهواءْ
حقارةْ وذلٍّ هو حُبُكِ !! أمْ
نذالةُ صيفٍ وبردُ شتاءْ ؟!
وداعاً لتلكَ القُلوبُ فإنّـي
مللتُ التعاسةْ مللتُ الشقاءْ
فإنّي مع الفجرِ طيفاً مُضيئاً
وإنّي مع الليلِ نجمُ المساءْ...