حتى القمر بروعة ضيائه غاب حزناً لحالي ...
حتى السماء وغيومها قد نسيت أن تسقي الزهور الظمأى
وبكيت لترثي أحزاني ...
يا قمري الغائب لا تسألني من أنا في بعدك...
أنا صرخة طفل موجعة تجتاح كيان الأرجاء ...
المس بجناح عاطفتك شغاف قلبك حين تحب ...
ستعرف حقاً من أنا من بعد فراقك...
في بعدك...
ضعت كحروف قصيدة ...تناثرت خلف الأبيات ..
وتجوب قافية هربت من عنقود كلمات وآهات ....
لا تسأل عن حالي في بعدك...
فقد ترثيني بدمعك المسكوب من جذور أجفاني ...
مقبرة أحزان باتت وجناتي ...من بعد رحيل بلا عودة لأرض الحب والحياة...
أنا قلب الطفل المحروم حضن دافيء وحنان يدين...
أنا عين باتت باكية ترثي الأفراح الراحلة ...
مسكين أنت يا قلبي تخفي أوجاعك في صدري ...
وتحاول عبثاً أن تثبت للدنيا بأنك ذاك الطير الشادي ...
لم تكذب أبداً يا قلبي
فحالك كما هو حال الطير المغرد فوق الأغصان لكنه يحمل أشجاناً
وجروحه يخفيها بين جناحيه...
ألون بابتسامتي جناحي وأخفي آثار جراحي بلون الورد
حلق يا قلب بسماء أوجاعي ..
فما عادت الأرض تحتمل أحزاني وقسوتها...
وما عدت أطيق آلام تقتحم أسوار مدينة أحزاني ....
يكفيني حزنك يا قلبي ...
فما بال القهر لبابك يطرق...
مازلت تسأل من أنا في بعدك...
أنا قبلة زاهد للفرح والابتسام ....
تقصدني دمعات الثكلى ....
وتجوب القسوة محرابي .....
ترجو عودتها لبلاد القهر ولا تدري أني للقهر ملجأ ....
هون يا قلب من الخفق...
فما عاد الجسد لعنفوان نبضك يحمل ....
أتعبني رباط الصمت يلف يدي يكبلني ....
أرهقني دمع يحرق مملكة كبريائي ....
يدمرني ...
أشقاني رحيلي إلى المنفى بإرادتي لا رغماً عني ....
منفى الأحزان أرضي...
بلاد عذابات موطني ....
أشلائي هناك مبعثرة ...
تقترب من حدود الأمل ...
لكنها تبقى حبيسة أرض حزني ....
كانت عاصمتي الشماء نور الأمل بها يسمو...
لكن جنود اليأس في كل صباح لها تغزو...
اسألني حاورني .....من أنا ...فما عاد سؤالك بسهامه كالماضي يقتلني .....
قد باتت هويتي مرسومة على ملامح وجهي ...
عنوان الحزن عنواني ...
والإسم حرح للقلب أدماني ..
وميلادي في فصل ربيع يلف العالم لكنه أحزان خريف أشقاني ....