في لحظة ما قد تشعر بحاجة
لأن تنادي بأعلى صوتك..
ولن تكترث بمن يستجيب ..
لكنها حاجة ملحة تنبع من أعماقك
تخبرك بأن كلمات صمتك تحتاج لخوض غمار الفضاء ...
هناك وفي ساعات احتضار أحلامك ...
تبدأ هذه الصرخات في العلو...
تجد من نفسك ذاك الطفل الصغير
الذي قيدته حدود الواقع..
وسلبته حتى ابتسامة الربيع...
لكن ما فقدته ليس بدمية طفل مغرور...
وليس ما فارقته حديقة غناء
تعزم النية في أن تعود إليها..
لكنك فقدت أحلامك...
وتحطمت مشاعرك في عالم الأقدار...
عندها فقط..تحتاج لأن تصرخ وتصرخ...
وتزداد أوجاعك حينما تعلم بأنه لا يسمعك
سوى من تحاول أن تخفى عن قلبه جراحك
توأم روحك ووليفك الذي لطالما أخفيت دموعك
عنه خوفاً على مشاعره من مزيد من الآلام...
عندها تحاول أن تبتعد عنه في صمت
وأنت من داخلك تعلم بأنه يشعر بجراحك
وليس بيده سوى الاستسلام لواقع مرير؛
لأن قسوة زمانك أقوى من حبك واشتياقه
أيا زماناً أغرق عيني بالدموع..
أيا حروفاً كساها الدمع في ليل الاشتياق..
أيا قلباً تحولت دماؤه إلى عاصمة من الأحزان...
تلك صرخاتي ..
وتلك كلماتي..
وهل هذه الحروف سوى قطرات تنزف
من أعماق نبع من الجراح!!!