إلى من مضت وتركت فى القلب غورا لا يندمل
وأحالت الأيام جحيما مستعرا =
بكتْ عليكِ سماءُ القلبِ أمطارا
من فى رحيلِكِ أستوحيهِ أشعارا ؟!
**
من فى غيابكِ أستبقيهِ سيدتى
على عروشِ الهوى لحنا وأوتارا ؟!
**
من يفتحُ البابَ للأفراحِ ملحمةً
من يشعلُ الشعرَ فى قبرى هنا نارا ؟!
**
إن القصيدةَ قد باحتْ بلا شفةٍ
يوم ارتحلتِ حفرتِ البوحَ أغوارا
**
يا أنتِ أدعوكِ ماذا غير ملهمتى ؟
كم كنتِ شعرا بقلبٍ عزّ مقدارا
**
كم كنتِ موطنِ أشجانى إذا رحلتْ
عنى القوافى وشدّ الحرف أسفارا
**
كم كنتِ قدساً ،ومحراباً، ومئذنةً
أجثو، أطوفُ ،وأدعو الطيرَ زوّارا
**
فوقَ الديارِ يغنينا ويطربنا
يشدو الضحى، ويزفّ الليلُ أقمارا
**
ينسى الشجونُ مراسينا، ويسكبنا
أنهارَ سعدٍ يصبّ العرسُ تيارا
**
يا رقةَ الحبّ إن غنتْ مدامعهُ
صوبَ العيونِ ونادى الجفنُ سمارا
**
يا رحبَ قلبكِ والمسجون كنتُ أنا
رغم الرحابِ أقمتِ البخلَ أسوارا !
**
يا عنفَ هجركِ والمنفىُّ لستُ أنا
وحدى ، ولكنْ نفيتِ الروضَ والدارا
**
ما قيمةُ الشعرِ والأنغامِ ملهمتى
وقد تركتِ رياض القلبِ أوكارا !
**
ماتتْ على القهر أزهارى ملطخةً
بالطينِ أطفأتِ عطرا لا و أزهارا
**
كيفَ ارتحلتِ بدون الإذن من أفقى ؟!
أو كنتِ أطلقتِ وقت الهجر إنذارا !
**
أو كنتِ أمضيتِ لحظا فى رُبَى تُخُمى
قبل الوداعِ أعيش اللحظَ أعمارا !
**
أو كنتِ حتى رميتِ الشعر سخريةً
أو كنتِ مزّقتِ عند الأمسِ تذكارا
**
أو كنتِ قلتِ بأنى لستُ مقتدرا
ثمّ انطلقتِ لكهفِ الصمتِ إعصارا
**
أو كنتِ كسّرتِ من جام الهوى قطعا
أبكى عليها وأرنو منكِ آثارا
**
إنى سأشكو رفات الأمسِ هاجرتى
حتى وإن أنكرَ الأمسُ الذى دارا
**
يكفى حديثى بهذا الشعرِ يا لغتى
مادام صمتُكِ قد زدتيهِ إنكارا !
**
ما دام ليلكِ قد أمسى بلا قمرٍ
سأملأ الصبحَ أحلاما وأقمارا
**
لربما عشتُ أيامى على أملٍ
أن ألتقيكِ خيالاتٍ ، وأفكارا !!